Admin Admin
المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 11/04/2013
| موضوع: العلاقة بين المسلم والنخلة الأحد أبريل 14, 2013 4:13 pm | |
| أيّه النبتة المباركة كم أعطيتنا ـ بفضل الله ـ من بركاتك ، و كم منحتنا ـ برحمة الله ـ من هباتك ، كم تزخرين بالملكات ، و كم تضمين في جنباتك من مكنونات ، أيّه النخلة المتّسقة لا أجد شبهاً بك إلا ما ذكره المصطفى صلى الله عليه و آله و سلم فيما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن ابن عمر ـ رضى الله عنهما ـ قال" : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : اخبروني عن شجرة تشبه أوكالرجل المسلم لا يتحاتّ ورقها صيفاً و لا شتاءاً ، تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها , قال ابن عمر : فوقع في نفسي أنها النخلة , ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت أن أتكلم فلما لم يقولوا شيئاً , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي النخلة".
فأخبريني ـ أدامك الله ـ بما حزتي هذا الشرف ، و ما أوجه الشبه بينك و بين شبيهك المسلم ، إن لم تتمكني من إجابتي ، فإنّي سأتحدث نيابة عنك ، و أتحسس قدراتك التي أجدها في :
أولاً : الطول و العلو و السمو ، و كذا المسلم يعلو بإسلامه ، و يسمو بمبادئه و أخلاقه ، همته تعلو للثريا مترفّعة عن الثرى ، قامته شامخة لا تقبل الضعف و لا القلة ، و نفسه عزيزة سامقة لا ترضى بالضيم ، و لكنها لا تضمر الانتقام ، يده كريمة حانية عالية ، تعطي و لا تأخذ ، تبذل و لا تبطش .
ثانياً : وارفة الظل ، وهذا هو المسلم وارف الظل على والديه محسن لهما ، متعاهد لحالهما ، يقدّم لهما ما يسعدهما ، كما أنّه وارف الظل على زوجه و أولاده بما استرعاه الله فيهم ، فيظلهم بالحبّ و الإسعاد و حسن التربية ، و أيضاً وارفٌ ظله على مجتمعه يبذل لهم الخير بلا ملل ، و يساعد المحتاج بلا منّ ، رؤوف بمن زلّ ، رحيم بمن ظلّ ، يدعو لهم لا عليهم ، و ينتصر لهم لا منهم .
ثالثاً : دوام الخضرة ، و كذا شبيهك المسلم مبادئه لا تتبدّل ، و أوصافه لا تتغيّر ، و علاقاته لا تتحوّل ، لأنّه يقتبس من نور الله ، و يهتدي بشرع الله ، و ينتهج سنة رسول الله صلى الله عليه و سلّم ، فهو لا يتغيّر إلا ليزداد تطوّراً و خضرة و صفاءً فـ .. ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً ) .
رابعاً : القوة و الثبات ، و كذا من تماثلين ، فالمسلم قوي كقوتك ، صلب في إسلامه ، ثابت في دينه ، لا تهزّه الرياح ، و لا تقتلعه الريح ، رضي بالله ربّاً ، و بالإسلام ديناً ، و بمحمد صلى الله عليه و سلّم نبيّاً ، لا يميل مع من يريد به إتّباع الشهوات ، و لا يضلّ و لو تكالب عليه أهل الشبهات ، مستعين بالله ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ) ، بنى أصله في عمق الأرض ، و رفع فرعه في السماء ، يؤتي أُكله كل حين بإذن ربه تعالى .
خامساً : طيّبة الثمرة ، و حلوة المذاق ، و غزيرة النتاج ، و كذا هو المسلم ، طيب الكلام ، حسن الخُلق ، كثير النفع ، أليف المعشر ، خيره كثير ، و عطاؤه لا ينضب ، فلله ما أطيبه . | |
|